فضل الأذكار وأهميتها في حياة المسلم
إن المسلم لو تأمل في حياته كلها لوجد أن الله قد جعل له في كل شئ أجر وثواب وأن حياته كلها إن عاشها لله وبالقرب من الله فسيجد أقصى أنواع السعادة لأن الله تعالى جعل له أجرا ًفي كل ما يفعل من الأمور ولو كانت من أمور الدنيا وهذا يعود للنية، إذا ان المسلم قد يفعل العمل من أمور الدنيا يلقى به محبة الله عز وجل وثوابه بنيته، فمثلاً من يخرج للتكسب والرزق وينوي أن يفعل ذلك من أجل أن يكف نفسه وعياله فهو بذلك مأجور من الله إن أخلص نيته.
ومن عظمة الإسلام أن الله جعل حياة المؤمن كلها ذكر وتسبيح وتحميد في العبادات وفي أمور الدنيا كذلك، وجعل الله فضل الاذكار كبير وعظيم في الدنيا والأخرة إذ أنها من المنجيات في الدنيا من التعب والشقاق ومن الموصلات لرحمة الله في الآخرة، قال الله تعالى في كتابه العزيز " فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ " وهذا من أجمل فضائل الأذكار والأدعية وذكر الله بشكل عام هذا بخلاف أنها مطمئنة للقلب ومريحة للنفس كما قال الله تعالى" الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ".
أما بخصو فضل الاذكار والأدعية بشكل عام كأذكار الصباح والمساء والنوم والخروج من المنزل والدخول إليه ولبس الثوب فإن الدين لم يترك شيئاً إلا وجعل له ذكر وجعل نتيجة هذا الذكر الراحة والطمأنينة كما ذكرنا لكن إضافة إلى ذلك جعل لكل ذكر أمر خاص به دنيوي ووقتي كأن يحرسك من الشيطان وأن يدفع عنك العين وأن تنام الليل وأنت عليك من الله حافظ حتى تصبح، فكل هذه أشياء ومنافع في فضل الأذكار وفي فوائد الأذكار والمداومة على ذكر الله، والآن إليك فضل الأذكار في الصباح والمساء والأدعية والأوراد بشكل عام كي تحرص عليها عند عمل أي شئ وبذلك تنال الخير في الدنيا والأخرة.
من أهم فوائد وفضائل الأذكار والأوراد والأدعية
إن المداومة على الأذكار تجعلك تشعر بالراحة الكبيرة وتجنبك وساوس الشياطين وهمزاتها لأن الشيطان يتربص بنا في كل مكان وهذه مهمته وقد تحدى إبليس اللعين الله سبحانه وتعالى بقوله " فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ " " إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ " نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من عباده المخلصين.
التحصن بالأذكار في الصباح والمساء تكفيك أمر دينك ودنياك لأن الله يكون مع الذاكرين فقال سبحانه في حديثه القدسي "وأنا معه إذا ذكرني" فهل هناك أفضل من أن يكون الله معك.
من فضل الاذكار أنها تجعل العبد يقبل على الله وكثير التوبة ومنيب لخالقه، يدعوه في كل شئ وعند كل أمر إن أصابته مصيبة ذكر الله وإن أصابه خير شكر الله، لسانه وحاله وجنانه متعلق بالله وهذا والله شرف عظيم.
من فضل الاذكار أنها تكون سبب بفضل الله ورحمته من البعد على النار والنجاة منها لأن الذاكرين لهم عند الله فضل عظيم فقال سبحانه " وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ".
من فضائل الاذكار كذلك إزالة الهم والغم ومشاكل الدنيا وجعل الحياة تمر بلا مشاكل كبيرة لأن الذكر يهون على المؤمن نوع مصائبه أياً كانت.
تعمل المداومة على الأذكار كذلك على تقوية البدن والذاكرة وتمد المؤمن بالنشاط والحيوية والإحساس بالحرية الكبيرة والمجهود الوفير بعون الله تعالى.
من فضل الاذكار أنها تعد جالبة للرزق لأن المؤمن المحافظ عليها يمتلك من اليقين التام بالله ويعتقد به كخالق ورازق ومحيي ومميت فلا يقلق من رزق أو شئ، ومن الأذكار الإستغفار والجميع يعلم أنه من أكثر أبواب الرزق والسعادة كما ورد في القرآن الكريم " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا "
ومن فوائد الأذكار أنها تؤمن العبد من الفزع في الدنيا والأخرة فيعيش حياته مطمئنا لله وبالله وكفى بتلك الحياة سعادة وراحة.
خاتمة
من الجميل أن نكون من الذاكرين لله بشكل دائم بالتسبيح والاستغفار والدعاء وما شابه ذلك وأن نحافظ على الأذكار في الصباح والمساء وعند النوم، ويكفيك أن لا تنسى أهمها كما ذكرنا مع الفاتحة وآية الكرسي وأواخر البقرة والإخلاص والمعوذتين وسيد الاستغفار وستجد لذة الذكر كلما ذكرت في نفسك ومالك وولدك وحياتك كلها.
تعليقات: 0
إرسال تعليق