بر الوالدين .. حكمه، فضله، كيفيته
بر الوالدين هو الإحسان إليهما ومعاملتهما بالحسنى في كل قول وفعل من أجل التقرب من الله أولا ومن أجل رضاهما ثانيا.وقد قرن الله سبحانه وتعالى عبادته بطاعة الوالدين والبر بهما، وهذا يؤكد جلالة وعظم هذا الأمر عند الله عزوجل، وقد تأكد ذلك في قوله تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما" – سورة الإسراء الآية 23.
وقد حوى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة العديد من النصوص التي حثت على بر الوالدين والاحسان إليهما، ولم تكن الشريعة الإسلامية هي الشريعة الأولى التي حثت على هذا العمل، فقد قال الله في كتابه: "وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا" – سورة البقرة آية 83 – لذا فإننا سوف نتناول في ثنايا السطور القادمة حكم بر الوالدين وفضله وأثره، وأبرز الأمثلة على برهما والإحسان إليهما.
حكم بر الوالدين
قال الله تعالى في سورة الإسراء: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" ففي الآية الكريمة جعل بر الوالدين عبادة مقرونة بالإيمان بالله، وقبلها كلمة القضاء، والقضاء في اللغة بمعنى الأمر والإلزام والوجوب، إذن فحكم بر الوالدين أنه واجب على كل مسلم.وروى ابن مسعود أنه قال "سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أي الأعمال أحب إلى الله، قال: الصلاة على وقتها، قال ثم أي، قال: بر الوالدين، قال ثم أي، قال: الجهاد في سبيل الله" ففي الحديث الشريف قدم النبي صلى الله عليه وسلم الاحسان إلى الوالدين وبرهما على الجهاد في سبيل الله وذلك لأن بر الوالدين فرض عين لا ينوب عنه أحد أما الجهاد فهو فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين.
فضل بر الوالدين
- رضا الوالدين فيه إرضاء لله عزوجل فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد" رواه الترمذي.
- نيل رضا الأبناء حيث أن المسلم البار بوالديه سوف يرزقه الله أولادا بارين به كما كان يفعل هو بوالديه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بروا آباءكم تبركم أبناءكم وعفوا تعف نساؤكم" رواه الحاكم والطبراني.
- بر الوالدين سبب في دخول الجنة والدليل على ذلك أنه قد جاء رجل إلى رسول الله يطلب الجهاد، فأمره الرسول بأن يعود إلى أمه ويبرها، ثم طلب الرجل مرة أخرى الجهاد وكرر الرسول أن يعود ويبر أمه، وفي المرة الثالثة قال له الرسول "ويحك الزم رجلها فثم الجنة.
طرق بر الوالدين
- معاملة الوالدين معاملة حسنة طيبة والابتعاد عن علو الصوت في وجههما أو الاتيان بأحد الأمور المزعجة لهما.
- الدعاء لهما سواء أكانوا أحياء أم أموات فالدعاء من أفضل طرق الإحسان إليهما وبرهما.
- التوقير والاحترام البالغين ومن أمثلة ذلك تقبيل اليدين والجبهة.
- التصدق عنهما فهذا من أفضل أنواع البر للوالدين.
- محاولة الترفيه والترويح عنهما حتى وإن لم يبدوا رغبة في ذلك.
- الاستماع إليهما بطريقة حسنة وعدم إهمالهما أو إشعارهما بأن حديثهما عديم الفائدة.
- مشاركتهما في القرارات المصيرية مثل الزواج واختيار الدراسة وغيرها من الأمور الهامة وذلك لإشعارهما بمكانتهما العالية.
-------------
تعليقات: 0
إرسال تعليق