شرح حديث اذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث
" اذا مات ابصدقة جارية، أو عن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث : لم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له " رواه مسلم ، ورواه البخاري في الأدب، والثلاثة أبو داوود والنسائي والترمذي، إذن فهذا الحديث من الأحاديث الصحيحة التي لا غبار حولها، وفيه يكشف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأشياء التي تنفع الميت بعد وفاته ، وفي هذا التقرير سوف نعرض لكم شرحا ميسرا لحديث اذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث بالإضافة إلى عرض أفضل ما يمكن تقديمه للميت، فتابعوا معنا السطور القليلة القادمة.شرح اذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث
يشير الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم ولفيف من العلماء إلى أن معنى هذا الحديث، أن الميت ينقطع عمله بمجرد موته كما أن تجدد الثواب ينقطع أيضا، ولكن هناك ثلاثة أمور يظل ينتفع بها كونه هو السبب فيها، وتلك الأشياء هي الصدقة الجارية وهي الصدقة الموقوفة، وكذلك الولد الصالح الذي كان سببا في وجوده وتربيته، بالإضافة إلى العلم الذي خلفه ورائه وينتفع به العامة.وهناك العديد من الأمثلة على الصدقة الجارية، كأن ينشئ دارا للمسافرين يقومون فيه لأنهم أحوج إلى ذلك خلال سفرهم وفي ذلك ثواب عظيم، أو بناء مدرسة لتقديم العلوم النافعة للطلاب، وكذلك بناء مسجدا تؤدى فيه الصلوات، أو ترك مصحفا يقرأ فيه الناس وغير ذلك من الصدقات النافعة التي يدوم أثر منفعتها.
أما العلم النافع فقد قال عدد كبير من العلماء أنه علم الدين وما يساعد على فهمه كعلوم الصرف والنحو والبلاغة وغيرهم، وقد قدم الرسول صلى الله عليه وسلم الصدقة الجارية على العلم ليس لأن الصدقة أفضل، بل العلم هو الأفضل خاصة إذا كان علم ديني وبالتحديد علم التوحيد لأنه من خلاله يعرف الناس حقيقة الذات الإلهية، ومن هنا كان العلم الذي يقدمه الشخص قبل وفاته وينتفع به الناس من أهم الأعمال التي ينتفع بها بعد موته.
وعن العمل الثالث الذي ينتفع به الإنسان بعد موته فهو الولد الصالح خاصة إذا فعل عملا صالحا وكان أبوه هو من علمه إياه فإن الأب يثاب على ذلك بعد موته، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الاثم مثل آثام من تبعه لا ينقصن ذلك من آثامهم شيئا" رواه مسلم في صحيحه، حديث رقم 2674.
أفضل الأعمال التي تقدم للميت بعد وفاته
- الصدقة، حيث أنها من أفضل ما يمكن تقديمه للميت أيا كان نوعها سواء إطعام مساكين أو تقديم أموال للفقراء وغير ذلك من أوجه الصدقة المتعددة.
- الدعاء للميت بالرحمة والمغفرة وغفران الذنوب من الأمور التي تنفع الميت بعد وفاته وتكون سبب في رفعة درجاته في الجنة.
- قضاء أيام الصيام التي فاتته، وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، حين قال من توفى وكان عليه صيام فرض أو كفارة أو نذر فإنه يشرع لأوليائه الصيام عنه لأن قضاء دين الله أحق بالوفاء.
- قضاء ديون الميت إن لم يكن من أمواله فمن أموالهم وذلك من أعلى مراتب الوفاء للميت.
-----------------
تعليقات: 0
إرسال تعليق