الطريق الى الجنة
الطريق الى الجنة هو الطريق الذي يرغب أن يسلكه الجميع منا في هذه الحياة، فهو طريق النجاة وهو الأمل والغاية الكبرى التي نرجو من الله أن يمن علينا بعفوه ورحمته وأن يرزقنا الجنة وأن يوفقنا لطريق الجنة والى صراطه المستقيم، طريق الجنة كما هو معلوم محفوف بالشبهات وبالشهوات ولكن من يسلك هذا الطريق سيجد المتعة الحقيقية في القرب من الله والمتعة في الطاعة واللذة الخالصة في كل عمل صالح يقوم به، فالطريق الى الجنة متعدد المداخل وربما تدخل الجنة بباب واحد منها أو من أيسرها، فمثلاً قد تفعل فعلاً حسناً ولو بسيط يكافئك الله به بالجنة لأن الدين يسر وربك واسع المغفرة كما قال تعالى في كتابه العزيز " إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى".ولا شك أن الجميع منا يعرف قصة بغي بني إسرائيل والتي مرت على كلب يلهث الثرى من العطش فسقته فشكر الله لها فغفر لها، الطريق الى الجنة متاح لنا جميعا ويفتح الأبواب لنا في كل يوم حيث يتنزل ربنا برحمته تنزلاً يليق بجماله وجلاله وكماله في ثلث الليل الأخر إلى السماء الدنيا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُمْهِلُ حَتَّى يَذْهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ ، ثُمَّ يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيَقُولُ : " هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ ، هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ " ، حَتَّى يَنْشَقَّ الْفَجْرُ ، وَقَالَ ابْنُ وَاصِلٍ : " هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ “
إذا الطريق الى الجنة لها صور عديدة وأعمال كثيرة موصلة إليه نذكر أهمها في هذا المقال.
أهم الأعمال الصالحة الموصلة الى الطريق الي الجنة
إن من أهم الأعمال الموصلة للطريق الى الجنة وأعظمها هي الإيمان بالله عز وجل وبرسوله صلى الله عليه وسلم واجتناب الشرك وأداء الفرائض، والإيمان إن كان خالصاً لله كان صاحبه من أهل الجنة برحمة الله تعالى حيث قال النبي" (من آمن باللهِ وبرسولِه، وأقام الصَّلاةَ، وصام رمضانَ، كان حقًّا على اللهِ أن يُدخِلَه الجنَّةَ).
بعد الإيمان بالله عز وجل هناك أمور كثيرة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم قد تكون سبباً لدخول العبد الجنة وقد تكون هي الطريق الى الجنة بسبب هذا العمل الصالح ومن هذه الأعمال الصالحة:
إمهال سداد الدين عن الشخص المديون والمتعسر في السداد والذي لا يستطيع السداد في هذا الوقت وذلك لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ رجلاً لَم يعملْ خَيرًا قطُّ، وكان يُدايِنُ النَّاسَ، فيقولُ لرَسولِه: خُذْ ما تَيَسَّر، واترُكْ ما عَسُرَ، وتجاوَزْ، لعلَّ اللهَ أن يتجاوَزَ عنَّا، فلمَّا هلَكَ قال اللهُ: هل عمِلتَ خيراً قطُّ؟ قال: لا، إلَّا أنَّه كانَ لي غلامٌ، وكنتُ أُدايِنُ النَّاسَ، فإذا بَعَثْتُه يَتقَاضَى قلتُ لهُ: خُذْ ما تَيَسَّرَ، واترُكْ ما عَسُرَ، وتجاوَزْ، لعلَّ اللهَ أن يتجاوَزَ عنَّا، قال اللهُ: قد تجاوَزتُ عنكَ" أو في رواية نحن أحق بذلك منك أو كما ورد في الحديث والله أعلم.
من اهم الأعمال التي تجعلك تسلك الطريق الى الجنة بفضل الله أن تجتنب الغلول والكبر والعجب وأن تتواضع لله عز وجل فقد قال حبيبك صلى الله عليه وسلم " من ماتَ وَهوَ بريءٌ منَ الْكبرِ والغُلولِ والدَّينِ دخلَ الجنَّةَ " والكبر بطبيعته مهلك للنفس في الدنيا والآخرة عافانا الله وإياكم منه.
وهناك مجموعة من تعاليم ديننا الحنيف والتي هي من أعظم الأعمال في الدنيا ومن أفضل الأعمال موصلة الى الطريق الى الجنة في الآخرة بفضل الله، وهي إطعام الطعام وإفضاء السلام حيث يتسبب بذلك نشر الألفة والمحبة بين المسلمين، وصلة الأرحام حيث تعد من أفضل القربات إلى الله تعالى، وقيام الليل حيث يعد قيام الليل هو شرف المؤمن ويأتي في هذه الأعمال الصالحة حديث النبي صلى الله عليه وسلم " يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلام "
وهناك أعمال كثيرة تقودك بفضل الله للطريق الى الجنة إذا تمسكنا بها أو قمنا بها كإماطة الأذى عن الطريق وبر الوالدين والإكثار من قول لا إله إلا الله وقراءة آية الكرسي دبر كل صلاة، وكثرة الاستغفار والمحافظة على الصلوات في جماعة وطاعة المرآة لزوجها في غير معصية أو إثم.
خاتمة
الطريق الى الجنة رسمه الله لنا في كتابه الحكيم وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا بد كل إنسان مناً أن يجاهد نفسه ليحظى بالنعيم في الدنيا والآخرة وهل هناك نعيم مقيم أفضل من الجنة وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم" قال اللهُ: أعددتُ لعبادي الصالحين: ما لا عينٌ رأَتْ ، ولا أُذُنٌ سمِعَتْ، ولا خطَر على قلبِ بَشَر" فهل هناك نعيم أفضل من نعيم الجنة رزقنا الله وإياكم الجنة بلا سابقة حساب أو عذاب أو عتاب أو عقاب.
تعليقات: 0
إرسال تعليق